أواجه -وغيري الكثير- ما يُعتبر نصيحة من الأقارب والأصدقاء بشكل دوري، هذا إن دلّ على شيء، فهو يدلّ على حرص بعضهم -لاحظوا أني قلت "بعضهم"- على تقديم التوجيه بما يرى فيه المصلحة لي.

في أغلب الحالات، أشعر بالامتنان، أشكرهم جزيلًا لذلك، وأضع نصائحهم في عين الاعتبار. لكن ما يزعجني حقيقة من بعضهم هو الأسلوب الغريب للنصيحة حتى أنهم أصبحوا لا يفرقون بين التوجيه والتحطيم.

بعيدًا عن تعريف التوجيه وتعريف التحطيم لغويًا، وبعيدًا عن الدخول في نوايا الموجّه والمحطّم، فالموجِّه يشجعك، يقترح لك بديلًا أو تحويرًا لفكرة معينة أخبرته بها بينما المحطِّم يشرح لك عدميّة جدوى الفكرة دون الدخول في التفاصيل..

لنفرض جدلًا أنني قررت أن أكتب مقالة في موضوع ما،
الموجّه سيقول لي/ "أحرصي على إظهار الجوانب التي غفل عنها من كتب بنفس الموضوع، اكتبي عنوانًا شيقًا ، أو غيري تلك الجملة"
بينما المحطّم سيقول لي/ "اختاري موضوعًا آخر فهذا الموضوع كتب عنه الكثيرون، لا جدوى من مناقشته، ولا يفيدك من قريب أو بعيد"

احذر أن تحطم شخصًا في بداية مشواره وتذكر أن التوجيه هو طريق الإبداع..

*همسة:
أقبح أشكال البخل، البخل بالمعرفة